[ يونيو 2016 | 3ilm nafi3

الاثنين، 27 يونيو 2016

يوم مع مؤسسة إطعام - بنك الطعام السعودي

الأحد 6/26/2016       الموافق 20 رمضان 1437


كنت في غاية الحماس عندما علمت أن مؤسسة إطعام تستقبل متطوعات للمشاركة في عملها الخيري بتوضيب وتوزيع الطعام على الأسر المحتاجة. قدمت طلب للإلتحاق معهم وتمت الموافقة مشكورين. توجهت الى مقرهم في الجبيل الصناعية وفي الطريق ساورتني بعض المخاوف وأخذتني الأفكاروالتوقعات.
1- كنت أظن أنني سأذهب الى منزل احدى المتطوعات التي وافقت على فتح غرفة من بيتها لتنفيذ العمل
2- حسبت انني سأجد اكياس من الطعام الباقي يتم توضيبه عشوائيا وتوزيعه على الأسر المحتاجة. فالفقير لا يهمه الشكل والمظهر.
وأنا هنا أتقدم بخالص اعتذاري للقائمين على مؤسسة إطعام لما دار بفكري من افكار متشائمة

أولا دعوني أعرفكم ببنك الطعام السعودي -إطعام.
((هي مؤسسة غير ربحية متخصصة بالطعام, هدفها الأساسي هو حفظ النعمة. وخلق الوعي و نشر ثقافة حفظ النعمة في مجتمعنا من خلال إقامة معارض تثقيفية و تقديم ندوات و محاضرات توعوية لتثقيف المجتمع بأهمية حفظ النعمة بالإضافة لعقد اتفاقيات مع الفنادق وقاعات الافراح لتعبئة و توزيع الطعام الزائد بأفضل معايير الجودة و السلامة العالمية.
دأت بمبادرة من مجموعة رجال أعمال بالمنطقة الشرقية بهدف حفظ النعمة من الهدر وذلك عن طريق نقل فكرة بنوك الطعام في دول العالم وتطبيقها في المملكة العربية السعودية بطريقة احترافية. صنفت من أفضل ثلاث مشاريع على مستوى الشرق الأوسط في مسابقة كامبدن لأفضل مشروع خيري والتي أقيمت في مدينة أبوظبي في ديسمبر 2012م.)) منقول من موقهم 

http://saudifoodbank.com

وصلت الى الموقع فتفاجأت بمبنى كامل مخصص لهم وعليه اسمهم. الحارس سألني عن اسمي وطبيعة عملي فقلت متطوعة. فتح الباب وما ان دخلت حتى احسست بالهواء البارد الضروري لحفظ الطعام ولفت نظري شدة نظافة المكان. كنت أول المتطوعات وصولا فتكفلت الأخت أم معاذ مشكورة بتوجيهي وارشادي قائلة: (لا بد من ارتداء قبعة على الرأس -من فوق العباءة- وكمام للفم -من تحت النقاب- وقفازات بلاستيكية لليدين والرجلين منعا لانتقال اي جرثومة للطعام).
ثم دخلنا الى غرفة كبيرة يتم فيها استقبال الطعام النظيف  الباقي من الفنادق وأهل الخير. الخطوة الأولى هي تنظيف ايدينا وتعقيمها جيدا.
ما حدث لاحقا أثار دهشتي واعجابي. فقبل توزيع الطعام يتم قياس درجة حرارة الحافظات وتسجيلها. ثم يأخذون عينة من كل حافظة للاحتفاظ بها لمدة 4 ايام تحسبا لاي حالة تسمم لا قدر الله. عند البدء بالتوزيع يتم فحص صحون القصدير فحصا دقيقا منعا لوجود اي تلف او نقط سوداء تسبب مشاكل للطعام.
عند التوزيع لا بد ان يراع وضع الطعام الناشف كالأرز والمقالي وطعام المرق على حدى دون خلطه مع طعام آخر.
يتم تغطية الصحن بغطاء كرتوني بشعار إطعام يكتب عليه تاريخ التوضيب ونوع الطعام ومصدره. ويمسح الصحن جيدا منعا لاي ترسب.
يتم توضيب الصحون احترافيا في ثلاجة البنك استعدادا لنقلها لتستفيد منها الأسر المحتاجة.

لكن العمل لا ينتهي هنا. فلا بد من تنظيف المكان والتخلص من عينات الطعام التي احتفظ بها لمدة 4 ايام فيترك المكان كما دخل اليه. كل هذا يتم في جو من الألفة بين الموظفات والمتطوعات فلم أشعر بالغربة رغم أنه يومي الأول
من لحظة قدومي الى خروجي رأيت احسان يتبعه احسان وشعور بالفخر والفرح اعتلاني بأن لا زال هناك خير بين الناس
وكان خلاصة عملي المساعدة بتوضيب ما يقارب 200 وجبة.

هل سأعود الى مركز اطعام؟ نعم بكل تأكيد باذن الله. فالله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه
وكلي أمل بانه سيأتي اليوم الذي يكون فيه العمل التطوعي جزءا من حياتنا الروتينية.

في الختام, لا أمل الا الدعاء الصادق لمؤسسة إطعام
فجزى الله القائمون والعاملون على هذا المشروع خير الجزاء


شارك

Twitter Facebook Instagram Pinterest