[ يوليو 2019 | 3ilm nafi3

الأحد، 14 يوليو 2019

نظريات التدريس المباشرة والبنائية

مما لا شك فيه أن أساليب التعليم تطورت بشكل سريع خلال السنوات الماضية خاصة عندما أصبحت التكنولوجيا عنصرا أساسيا في العملية التربوية لضمان مشاركة الطالب الفاعلة. وفي هذه الفترة ظهرت العديد من الاستراتيجيات وطرق التعليم التي قد يظنها البعض حديثة العهد أو وليدة اللحطة فأصبحت بين مؤيد ومعارض لها.
والحقيقة أن هذه الأساليب والاستراتيجيات, وإن برزت مؤخرا, يعود معظمها الى أواخر القرن التاسع عشر و بدايات القرن العشرين. والمتصفح لهذه النظريات لن يغفل على أن الهدف الرئيس لها هو الطالب. و مع ظهور التكنولوجيا التعليمية كان لا بد أن تدمج التقنيات والتطبيقات مع هذه النظريات لضمان جودة تعليم قصوى وتحقيق لمهارات القرن الواحد والعشرين.

يؤمن العديد من الباحثين التربويين أن العالم حاليا يتغير باستمرار وبشكل أسرع من أن يتم اعتماد أسلوب محدد وثابت للتعليم. وأن التركيز يجب أن يكون التعليم من أجل تعلم المهارات التي ستساعد المواطن على التعامل مع متطلبات العصر من ابتكار وحل مشكلات بظل التقنية.
وفي الوقت الذي يتفق فيه الجميع على أن التغيير في التعليم أساسي لمواكبة العصر لكن ليس الجميع يتفق على أي أسلوب هو الأفضل للوصول الى الأهداف التعليمية.

وممكن تصنيف هذه الأساليب والنظريات تحت خانتين أساسيتين لنجاح العملية التعليمية
الأسلوب المباشر والأسلوب البنائي

مع العلم أن البيئة التعليمية تحتاج الأسلوبيين لنجاحها رغم معارضة مؤييدي كل نظرية لبعضهم البعض

الأسلوب المباشر Direct Instructions Methodolgy

هو باختصار يعتمد على أن المعلم هو المصدر الأساسي للمعلومات والناقل لها عبر سلسلة منظمة من التعليمات تهدف الى وصول الطالب الى المهارة المطلوبة





الأسلوب البنائي Constructivisim

وهو يعتمد على التعلم بالاستقصاء حيث يقوم المتعلم بإنشاء معارفهم الخاصة من خلال التجارب والبحث والعمل الفردي أو الجماعي. ويكون دور المعلم ميسر وموجه ومشرف فقط وليس مصدر المعلومة



ولا بد للإشارة هنا الى عدة نقاط مهمة:

1- لكل اسلوب إن كان المباشر أو البنائي حسناته وسيئاته وكل نظرية تتبع لأحد الأسلوبين تعرضت للبحث والانتقاض

2- ولهذا على المعلم المتمكن معرفة متى يستخدم الأسلوب المباشر أو البنائي بحسب المرحلة العمرية ومستوى تقدم أو تأخر الطلاب وبحسب متطلبات الدرس

3- وعليه فلا بد من التنويع بين الأسلوبين واستخدامهما بشكل عادل في البيئة التعليمية


اختارته لكم أ. سعاد عصام مزهر


المرجع: 
  
Roblyer, M. D. (2014). Integrating Educational Technology into Teaching. Edinburgh: Pearson Education.





السبت، 13 يوليو 2019

التخطيط الجيد للأسبوع الأول في العام الدراسي

يقول ادموند ايمر مؤلف كتاب (إدارة الصف) أن أكبر خطأ تقع فيه الإدارة المدرسية هو بدء تدريس المنهج من أول يوم

ويناقش الإجراءات المهمة التي يجب أن يقوم بها المعلم/ة في الأسبوع الأول من المدرسة ويعتبر أن نجاح الأسبوع التمهيدي (الاسبوع الأول من الدراسة) لأي مرحلة عنصر مهم لتحديد مدى نجاح سير العملية التعليمية خلال السنة ويشدد على أهمية عدم البدء بالمنهج الدراسي المقرر حيث أنه هناك خطوات إجرائية ومعرفية مهمة يجب أن تعطى للطالب لتجعل العملية التعليمية سلسة ومتواصلة للوصول الى المهارات الكاملة المطلوب إتقانها في نهاية المقرروهذا الأسبوع ليس فقط تعارف ومعرفة أسماء كما يعتقد البعض فهذا يحدث تدريجيا خلال الشهر الأول



ولا يفهم من هذا (كما يتصور البعض) أن هذا الأسبوع للمرح أو إضاعة الوقت بأنشطة لا هدف لها - الأمر الذي للأسف حصل من بعض التربويين مما أدى الى مطالبة الإدارات التعليمية منهم البدء بالمنهج مباشرة.
وعليه أضع لكم ملخص لبعض الإجراءات التي ذكرها إدموند أيمر في كتابه (الإدارة الصفية) Classroom Management

١- معالجة مسائل التوقعات لدى الطلاب - resolving any Uncertanties - حيث يتم التعريف ب: -معايير المدرسة العامة ورؤيتها ورسالتها
فمثلا لو كانت المدرسة تعتمد على معايير عالمية عليها تحقيقها فيجب شرحها للطالب ليعلم ما عليه فعله أثناء تطبيقه للدروس
إذا كان من رؤية المدرسة مثلا تنمية مواهب الطلاب فيعلم الطالب مدى أهمية المشاركة ببرامج موهبة -المسموح وغير المسموح به داخل صرح المدرسة حيث يغفل الكثير من الطلاب وخاصة المستجدين منهم ما هي قوانين المدرسة العامة من مسموح وغير مسموح وتعليمات السلامة
فمثلا لو كانت المدرسة تسمح بإحضار الأجهزة الشخصية بإذن مسبق على الطالب معرفة ما عليه فعله عند رغبته بإحضار جهازه
أو ما هي الأماكن التي يسمح بتواجده بها والأخرى الغير مسموح بها -القوانين الصفية: وهو موضوع مهم جدا وقد يتطلب إسهاب في طريقة تقديمه
هناك بعض الأخطاء التي يقع بها التربويين عند وضع القوانين الصفية سنتطرق لها ولبعض الأمثلة والحلول
1-أن تكون عامة تشبه المعيار وغير محددة فمثلا نقول للطالب (احترم الآخرين) لكن لا نحدد له كيف والأفضل أن نقول (لا أقاطع زميلي أثناء التحدث)
2-أن أضع القانون بعد أن يرتكب الطالب المخالفة. مثلا طالب مزق صفحة من كتابه ولم يشرح مسبقا له أن هذا ممنوع
3-عدم مناقشة الطلاب بالقوانين التي تضمن سلاسة سير الدرس. فالطالب يجب أن يكون شريكا في المسؤولية وهو يعلم ما هي الامور التي تعكر البيئة الصفية. فممكن عرض فيديو لبعض التصرفات ثم مناقشة الطلاب فيها والطلب منهم بمساعدة المعلم بصياغة القانون والعقاب المناسب للمخالفة
4- وضع قوانين تخالف أسس التعليم الحديث مثلا يمنع التحرك من مكانك طوال الحصة
5- وضع قوانين لا تراعي الوضع الصحي العام والخاص للطالب مثلا يمنع الأكل والشرب فيجب مراعاة أن بعض الطلاب قد يعانون من وضع صحي معين تتطلب منهم الأكل كل نصف ساعة ولو سمح لهم فقط يكون غير منصف للآخرين. كما أنه قد يوجد فترات دراسة طويلة لحين وقت الفسحة فيجوع الطالب ويفقد التركيز
يستطيع المعلم هنا مثلا تحديد نوع الأكل والوقت المسموح به داخل الصف
6- عدم وضع القوانين التي تم الاتفاق عليها في مكان بارز في الصف لتكون مرجعا للطالب
7- كثرة القوانين تسبب تشتت للطالب. فالأفضل الركيز على القوانين التي تحقق سير الحصة والابتعاد عن المكرر
8- عدم ربط القانون بقيمة دينية أو مجتمعية قد يخلق لدى الطالب نفور منها وعدم رغبة بتطبيقها

-أسس التصرف عند الدخول والخروج من الصف لتجنب التدافع والجلوس العشوائي. كما يفضل شرح أسس الاستئذان وكيفيته

-نظام الدرجات والتقييم. وهذا أمر للأسف يهمله عدد من المعلمين خاصة في المرحلة المتوسطة حيث يجب إعطاء الطالب كيفية احتساب درجات المشاركة والاختبارات القصيرة والاختبارات النهائية بالتفصيل.

٢- مساعدة الطلاب في طريق النجاح عبر: -تصميم سير درس غير معقد متضمنا الخطوات الأساسية مع بعض استراتيجات التعلم النشط مبني على مفاهيم سهلة تم أخذها سابقا يضمن مشاركة الجميع دون استثناء لإعطاء فكرة عن خطة سير الدروس القادمة ويشكل بنفس الوقت حافزا للطالب -شرح الاستراتيجيات التي سيتم التركيز عليها وأنشطة قصيرة لتطبيقها -تصفح المنهج وعرض المهارات الأساسية المطلوب اتقانها. من المهم للطالب معرفة أماكن وجود الأهداف والمهارات والأنشطة والتقييمات في الكتاب المنهجي وليس فقط الدروس الرئيسة.

٣-المحافظة على مشاركة وانتباه كل الفصل Whole-class Focus عبر: -توزيع النظرات والاهتمام للجميع -تصميم أنشطة تعليمية بسيطة تضمن مشاركة الجميع وتراعي الفروق الفردية واستخدام الذكاءات المتعددة -تفعيل المجموعات المؤقتة وتدريب الطلاب على العمل بها -التدريب الدائم والتذكير بقوانين الاحترام المتبادل

٤-تحديد جهوزية وسلطة المعلم: -قف على الباب عند دخولهم للصف ولا تسمح بالتدافع -أعط الطلاب الأوقات التي ممكن أن تكون متواجد بها خارج الصف للرد على استفساراتهم -اكسر رهبة الطلاب باخبارهم أنك هنا لمساعدتهم على النجاح -نظم عملية الخروج من الصف
-تذكر أن هناك أربع مصادر من السلطة تحدد طريقة تعامل الطلاب مع المعلم داخل الصف:
1- السلطة التقليدية وهي عندما يتوقع أن ينظر الطالب الى سلطة المعلم كسلطة الأهل في المنزل. وهذه السلطة تنجح أكثر في المراحل الصغيرة لكن تواجه بعض المشاكل في مرحلة المراهقة المبكرة
2-السلطة البيوروقراطية وتنبع من صلاحية المعلم في استخدام سلم الدرجات كوسيلة للتعزيز والعقاب
3-السلطة المهنية التي تظهر لدى المعلم المتمكن من المادة العلمية والمعرفية ويستطيع إدارة أسئلة الطلاب فيصبح كمرجع علمي لهم
4-السلطة الكاريزماتيكية حيث يجذب المعلم الطلاب بأسلوبه المرح وشخصيته المحببة وقدرته على فهمهم وفهم احتياجاتهم. وغالبا يستمع الطلاب لهؤلاء المعلمين بدافع الحب
وعلى المعلم المحترف معرفة متى يظهر سلطة أو عدد من السلطات لكسب الطلاب وبالتالي تسيير دروس بأقل مشاكل ممكنة


لنجاح الأسبوع التمهيدي وتحقيق هدفه يعطي أيمر نصائح:
-خطط مع الزملاء ووزع المهام بينكم كي لا تتكرر نفس التوجيهات التعليمات عند الطلاب مما يسبب رتابة مثلا معلم أو معلمين يتطرقا لمعايير المدرسة -التخطيط الجيد للأنشطة التمهيدية بحيث تخدم المنهج مستقبلا -مناقشة القوانين الصفية الفاعلة مع الزملاء ثم الطلاب فكثرة وتنوع وتضارب القوانين يسبب تشتت الطلاب
-اذا كان لك النصيب الأكبر من الحصص في الأسبوع الأول لنفس الصف فسيقع عليك عاتق قيادة التعليمات الأساسية
-إذا كنت معلم معمل فضع القوانين الغضافية الخاصة بمعملك مثلا تعليمات السلامة في المختبر
-إذا كنت معلم متحرك أو ذو حصص قليلة لدى فصل معين فاستعن بالقوانين التي وضعها زملائك وتسطيع مناقشة ما ترغب إضافته قبل بدء الدراسة


اختارته لكم بتصرف
أ. سعاد عصام مزهر





شارك

Twitter Facebook Instagram Pinterest